يتسائل أحدهم : رغم ضحكاتك المرتفعة في هذا اليوم والإبتسامة الرقيقة على شفتيك إلا أنه من يمعن النظر الى عينيك يرى حزنا و ألما كبيرين فما السبب ذلك ؟
فأجبته قائلا :
أن تعود للمنزل بعد أداء صلاة العيد فلا تجد أحدا يفتح لك باب المنزل ويقول لك كل عام وأنت بخير , أن يأتي يوم العيد وأفراد الأسرة الواحدة في أربع مناطق متباعدة لا يربطهم سوى ( هاتف ) , أن يأتي يوم العيد فيكون سببا في البكاء لأحدهم و
فقاطعني متعجبا وما السبب في هذا كله !
فأجبته باختصار :
( الغربة ) .
نعم يا سادة , إنها الغربة المريرة , فرقت الأحباب , وباعدت الأصحاب .
*قالوا :اجا العيد ...قلت : العيد لأصحابوا ....شو بينفع العيد للي مفارق احبابوا *.( الشاعر الفلسطيني الكبير ابو عرب )
بكاء في أيام فرح , وحزن في أيام سعادة وحسرة وألم , هذا حال المغتربين .
فقال لي محفزا : لا تحزن فلن يقدم حزنك شيئ ولن يؤخرفاليوم عيد وهذا قدر الله .
فقلت له : إني من أكثر الناس ايجابية في الحياة وهذه ملاحظة دقيقة فقد حاولت جاهدا ألا تظهر على علامات للحزن أو الأسى لكي لا يتأثر من هم حولي بهذا الأمر لأنه وبفضل من الله عز وجل تكاد تكون مجرد ابتسامتي سببا في اسعاد أشخاصا كثيرون . فسألته وكيف لاحظت ذلك ؟
قال لي : عيناك لا تستطيع التمثيل أبدا .
و ومن اكثرهم إيمانا بقضاء الله وقدره واستقبلت هذا الأمر بالصبر والحمد والشكر .
ولكن هذا لايمنع عن التعبير عما يكمن في القلب .
