طفل صغير في بداية عتبات العمر, سبع سنوات من الفقر والالم ، يستيقظ صباحاً
كل يوم مع رحلة الفقر والتشر ،يستيقظ صباحاً ليطرق نوافذ سياراتهم من اجل
بعض القطع النقدية ليسكت جوع بطنه ووالدته واخته الرضيعة ،كل يوم يطرق ما
استطاع من النوافذ ، يحصل احياناً على مايكفيهم ليومهم ذاك واحياناً على ما
يكفي لوجبة واحدة .يحصل على نظراتٍ من عيونهم تطعن قلبه الصغير،تكبرٌ من
أشخاصٍ وهبهم الله المال والخير لطفلٍ لم يكن ريد سوى العطف. في كل مرة
يذكر والده الذي رحل لسببٍ كان صغيراً على ان يفهمه ،ادرك مؤخراً انه يسمى
الموت. رحل ليتركه صغيراً امام الحياة يحمل في ظهره والدته واخته ، ارتدى
ثوب المسؤلية مبكراً جداً ، اهدته الحياة عبئاُ وسرقت طفولته . تغشى الدموع
عينيه في كل مرة يرى فيها اطفال عمره يرتدون الملابس الجديدة ويحملون
العاباً جميلة ، لينظر الى جسده المغطى بالغبار والاتربة، وقدماه اللتان
تنتعلان حذاء لايمكن وصفه بالحذاء اصلاً ،وملابسٌ باليه نامت على جسده من
قبل ايامٍ عديدة.
يطرق نافذة احدهم ليصرخ به "لا املك مالاً" ، ينظر الطفل اليه بأسف ، تترقرق عيناه ويتعجب من رجلٍ وهبه الله الخير وينكره هكذا ،سائلاً نفسه أن تقود سيارة لا يعني انك تملك مالاً ولو القليل منه؟ أن تحيط بك وجوه باسمة تحبك الا يعني انك تملك حباً؟ أن اقف امامه ليصرخ بي هكذا الا يعني انه لا يملك قلباً ؟ ".
حزن جديد يضاف الى كوم حزنه السابق ، عدة محاولات مع عدة نوافذ ويعود لوالدته التي تبكي على اخته الصغيرة التي ماعادت تتحمل ، اخته التي سرقها الموت بعد مرور عدة اشهرٍ بعد ذلك . اصابتها الحمى وهما لا يملكان المال الكافي لاخذها للطبيب ،مرة اخرى لن يعلم الى اين ياخذهم الموت لكنه يعلم بعد اليوم انه لاينتظر ، ويكبر كوم الحزن مع الايام اكثر فأكثر .
لامأوى ، لا راحة ، لاغطاء يقي من البرد ،لا أحلام .. ماتت احلامه في اليوم الذي خلع فيه ثوب الطفولة ، لازال في باله سؤال : "إن حصلت على المال يوماً هل ستموت الرحمة في قلبي كما في قلوبهم ؟ هل ستموت فيني الانسانية ؟"
لكن أنا أسألك :" ألن يهز قلبك طفلٌ يشبهه له نفس هذه الملابس البالية ، له نفس ملامح الحزن والوجع والفقر والمعاناة ،ليطرق نافذتك طالباً شفقتك وبضع قطع نقدية ؟ . قدرهم هكذا فقراء مساكين ، لكن ان يظلوا جائعين مريضين هو جزء من مسؤليتنا ايضاً ،رهنٌ على انسانيتنا . قدم ما استطعت لهم ،إن لم تجد قدم كلمة ، إن لم تجد إبتسم .. إبتسامتك قد تغير يومهم .. قد تنفض من قلوبهم بعضاً من غبار الحزن !
بقلم :غدير طارق عبدالله
يطرق نافذة احدهم ليصرخ به "لا املك مالاً" ، ينظر الطفل اليه بأسف ، تترقرق عيناه ويتعجب من رجلٍ وهبه الله الخير وينكره هكذا ،سائلاً نفسه أن تقود سيارة لا يعني انك تملك مالاً ولو القليل منه؟ أن تحيط بك وجوه باسمة تحبك الا يعني انك تملك حباً؟ أن اقف امامه ليصرخ بي هكذا الا يعني انه لا يملك قلباً ؟ ".
حزن جديد يضاف الى كوم حزنه السابق ، عدة محاولات مع عدة نوافذ ويعود لوالدته التي تبكي على اخته الصغيرة التي ماعادت تتحمل ، اخته التي سرقها الموت بعد مرور عدة اشهرٍ بعد ذلك . اصابتها الحمى وهما لا يملكان المال الكافي لاخذها للطبيب ،مرة اخرى لن يعلم الى اين ياخذهم الموت لكنه يعلم بعد اليوم انه لاينتظر ، ويكبر كوم الحزن مع الايام اكثر فأكثر .
لامأوى ، لا راحة ، لاغطاء يقي من البرد ،لا أحلام .. ماتت احلامه في اليوم الذي خلع فيه ثوب الطفولة ، لازال في باله سؤال : "إن حصلت على المال يوماً هل ستموت الرحمة في قلبي كما في قلوبهم ؟ هل ستموت فيني الانسانية ؟"
لكن أنا أسألك :" ألن يهز قلبك طفلٌ يشبهه له نفس هذه الملابس البالية ، له نفس ملامح الحزن والوجع والفقر والمعاناة ،ليطرق نافذتك طالباً شفقتك وبضع قطع نقدية ؟ . قدرهم هكذا فقراء مساكين ، لكن ان يظلوا جائعين مريضين هو جزء من مسؤليتنا ايضاً ،رهنٌ على انسانيتنا . قدم ما استطعت لهم ،إن لم تجد قدم كلمة ، إن لم تجد إبتسم .. إبتسامتك قد تغير يومهم .. قد تنفض من قلوبهم بعضاً من غبار الحزن !
بقلم :غدير طارق عبدالله
